وضع داكن
22-02-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 011 - 113 ) - أحكام النون الساكنة والتنوين - المحاضرة(1-7) : الإظهار .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، أخواننا الكرام،ما زلنا نتابع الحديث عن الأحكام التي تنشأ بسبب تجاور حرفين عربيين إلى جانب بعضهما.
وكنا في الحلقة الماضية قد تكلمنا عن أحكام الميم الساكنة وما ينشأ بسبب تجاورها مع الحروف الأخرى من أحكام، واليوم بإذن الله نشرع على الكلام على حرف آخر من حروف المعجم وهو النون الساكنة والتنوين، عندما تتجاور النون الساكنة مع حرفان من حروف الهجاء الثمانية والعشرين، وأعود فأذكر إن حروف الهجاء تسعة وعشرون حرفاً ولكن من بينها الألف والألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً، فلا تتجاور الألف مع النون الساكنة فإذا أخرجناها من العدد بقي عندنا ثمانية وعشرون حرفاً هذه الحروف تؤثر في النون الساكنة إن أتت بعدها بحالات مختلفة، سنشرع لها.
ولكن قبل أن نبدأ حديثنا، لعل بعض أخواننا يسألون، لماذا كلما تكلمنا عن النون الساكنة نتكلم عن التنوين؟ لماذا نقول أحكام النون الساكنة والتنوين؟ ما علاقة التنوين بالنون الساكنة؟ التنوين يا أخوتي الكرام، ظاهرة من ظواهر اللغة العربية كانت العرب تستعملها وهي على وزن تفعيل، تنوين على وزن تفعيل، نونت الكلمة أي جعلت في آخرها نوناً، فالتنوين هو أن يجعل المتكلم العربي في آخر الكلمة التي نطقها، ولا يكون ذلك إلا في الأسماء نوناً، بدل أن يقول( بيتْ ) يقول ( بيتٌ )، بدل أن يقول( بيتَ ) يقول ( بيتاً)، هذا التنوين ظاهرة معروفة في اللغة العربية وتستعمله العرب في اللفظ دون الخط، لا يكتبون التنوين لا يكتبونه نوناً صريحة وإنما ينطقونه فقط، فإذا وقفوا على الكلمة التي نونوها بالأصل، حذفوا ذلك التنوين ووقفوا بالسكون سواء كانت الكلمة الموقوف عليها آخرها فتحة أو ضمة أو كسرة، إلا أنه إن كان آخرها فتحة، يعني مثلاً (عليماً)، فإنهم يحذفون التنوين ويقفون بألف معوضة عن تلك النون فيقولون عليما، بينما ( عليمٌ )، يحذفون التنوين ويقفون بالسكون ( عليمْ )، وأيضا ( عليم ٍ ) يحذفون تنوين الجر ويقفون بالسكون فيقولون ( عليمْ ).
نلاحظ على اللوحة التعليمة التالية، تعريف التنوين الذي هو في حقيقته نون ساكنة، التنوين هو نون ساكنة تلحقها العرب آخر الأسماء لفظاً لا خطاً، ووصلاً لا وقفاً وعلامته في الخط مضاعفة الحركة نحو، بيتٌ، بيتٍ، لاحظوا بيتٍ، في آخرها بدل أن نضع كسرة وضعنا كسرتين، بيتاً، بدل أن نضع في آخرها فتحة وضعنا فتحتين، هذا بالنسبة للسطر الأول، السطر الثاني، عليمٌ، عليمٍ، عليماً.
إذاً هذا هو التنوين، يا أخوتي فهو ظاهرة لغوية عربية، تجعل المتكلم يضع آخر الأسماء بشروط معروفة، طبعاً أن يكون الاسم نكرة، لسنا بصدد علم الصرف، يضع آخر الاسم هذا التنوين ويعامل في تلاوة القرآن هذا التنوين معاملة النون الساكنة تماماً فكل كلمة من الآن فصاعداً وكل حكم نذكره عن النون الساكنة ينطبق على التنوين، إلا أن نخص الحديث بالنون دون التنوين.
هذه النون الساكنة أو التنوين عند حروف الهجاء الثمانية والعشرين لها أربع حالات:
الحالة الأولى: أن تبقى النون على وضعها ظاهرة وهو الإظهار.
الحالة الثانية: أن تدغم النون في الحرف الذي بعدها وهو الإدغام.
الحالة الثالثة: أن تقلب النون إلى ميم ساكنة وتخفى هذه الميم عند الحروف الآتي بعدها وهو الباء، وسنأتي على ذلك بإذن الله.
الحالة الرابعة: الإخفاء لما بقي من حروف الهجاء.
هذا التقسيم الشجري لأحكام النون الساكنة، نستطيع أن نلحظه من خلال لوحة التعليمية التالية التي تبين ذلك، إذاً وضع النون الساكنة أو التنوين مع حروف الهجاء الحكم الأول الإظهار، والثاني الإدغام، والثالث القلب، والرابع الإخفاء.
هذه هي الأحكام الأربعة، اليوم بإذن الله عز وجل نشرع في الكلام على الحكم الأول وهو الإظهار، سبق أن تكلمنا عن الإظهار في احكام الميم الساكنة ونذكر به اليوم فنقول: إن الإظهار يا أخوتي في اللغة، البيان، وعند أئمة التجويد، إذا قالوا الإظهار فإنما يعنون إخراج كل حرف من مخرجه من غير زيادة في الغنة، فالإظهار هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير زيادة في الغنة، هذا هو تعريفه ونلحظ ذلك على اللوحة التالية.
الإظهار لغة: البيان، واصطلاحاً: إخراج كل حرف من مخرجه من غير زيادة في الغنة.
هذا الإظهار يا أخوتي، متى يكون في أحكام النون الساكنة والتنوين؟ يكون ذلك عند أحرف الحلق الستة، نحن نعلم وكنا قد درسنا في مخارج الحروف أن النون تخرج من طرف اللسان، ويصاحب ذلك غنة من الخيشوم، والذي هو التجويف الأنفي، هذه النون التي تخرج من طرف اللسان وهي ساكنة، إن أتى بعدها حرف من أحرف الحلق الستة: ( ء، ه، ع، ح، غ، خ ) فإن تلك النون لا تتأثر بتلك المجاورة، بل تبقى على حالها ولا تزيد في غنتها ولا تنقص وكأنه جاء بعد النون حرف لم يؤثر إطلاقاً في هذه النون.
تظهر النون عند أحرف الحلق الستة سواء كانت النون نوناً أصلية أو تنويناً، نلاحظ ذلك من خلال اللوحة التالية التي تبين الحكم الأول، الإظهار.
إذاً نلاحظ على الشاشة تُظهر النون الساكنة إذا أتى بعدها حرف من أحرف الحلق الستة وهي: ( الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء )، نحو ( من آمن، من هاد )، ( سميعٌ عليم )، ( عليمٌ حكيم )، هاذان مثالان على التنوين، وبعد التنوين في المثال الأول جاء حرف العين، وبعد التنوين في المثال الثاني جاء حرف الحاء، إذاً هذا هو حكم الإظهار يا أخوة.
أئمتنا جزاهم الله عنا خيراً، وضعوا لنا علامات في المصحف تبين لنا هل هذه النون مظهرة، نحن يكفينا إن عرفنا القاعدة أن النون تظهر عند الأحرف الحلقية تكفينا، ولكن من لم يدرس هذه القاعدة، هناك طريقة ثانية يعلم من خلالها أن هذه النون مظهرة، وضع أئمتنا، جزاهم الله خيراً، فوق النون المظهرة التي بعدها حرف حلقي وضعوا فوقها علامة السكون، وعلامة السكون في ضبط المصحف التي اخترعها الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله، هو رأس الخاء من كلمة ( خفيف ) يعني ساكن، غير متحرك ولا مشدد، ويكتبون رأس الخاء من غير نقطة، فإذا رأينا رأس الخاء، يعني كأنها حاء، فوق نون ما فإن هذه النون ساكنة يقرعها اللسان مثل مثلاً ( من آمن ) فيقرع اللسان مخرج النون عند الهمزة ولا يتأثر بمجاورتها أبداً.
نلاحظ ذلك من خلال اللوحة التالية، علامة الإظهار علامة إظهار النون الساكنة في ضبط المصحف وضع رأس الخاء من غير نقطة، هكذا فوق النون نحو ( من ءامن )، هل رأيتم العلامة التي فوق النون، هذه هي علامة الإظهار، سكون على شكل رأس الخاء، ( من ءامن )، ( من هاد )، ( فسينغضون )، إذاً لاحظوا سواء كانت النون مع الهمزة في كلمتين مع الحرف الحلقي أو في كلمة واحدة، مثل ( فسينغضون )، فالحكم واحد، ( من خيرٍ )، أيضاً النون هنا عليها سكون وبعدها حرف الخاء والخاء حرف حلقي.
إذاً هذا هو علامة الإظهار بالنسبة للنون الساكنة، ولكن ما علامته بالنسبة للتنوين؟ للتنوين أيضاً علامة إن رأينا أيها الأخوة، التنوين والتنوين هو مضاعفة الحركة بدلاً من الضمة نضع ضمتين، بدلاً من الفتحة نضع فتحة، بدلاً من الكسرة كسرتين، إن رأينا تلك الحركتين، متراكبتين فوق بعضهما، يعني الضمة فوقها ضمة، والفتحة فوقها فتحة تماماً والكسرة تحتها كسرة تماماً، وهذا يسميه العلماء التنوين المتراكب، يعني ركبت إحدى الحركتين فوق الأخرى، تماما هذا علامة الإظهار، إن كان التنوين فوق بعضه، أما إن كان متلاحقاً التنوين فله وضع آخر سنتعرض له في دروس قادمة، إذن علامة الإظهار بالنسبة للتنوين أن نرى التنوين متراكباً وبعده حرف حلقي، نلاحظ ذلك وضع التنوين بالنسبة لإظهار الأحرف الحلقية، وعلامة إظهار التنوين تراكب الحركتين هكذا (____ٌ)، (_____ً) نحو أو(___ ٍ) نحو( عليمٌ حكيم)ٌ، ( عذاباً أليما)، انظروا إلى الفتحتين فوق عذباً تجدون فتحتين قد تراكبتا فوق بعضهما، (كفارٍ أثيم) أيضاً ننظر على الكسرتين تحت الراء فنجد أن الكسرتين متراكبتين، وهذا علامة على أن التنوين الذي جاء بعده همزة مظهر.
إذاً هذا هو الحكم الأول يا أخوتي من أحكام النون الساكنة والتنوين، أمر سهل إذا جاء حرف حلقي بعد النون الساكنة أو التنوين لا تتأثر النون بتلك المجاورة، وتبقى على إظهارها، ونرجئ الكلام على بقية الأحكام إلى الدروس القادمة بإذن الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور